اليوم الثلاثاء: 7/5/2013.
اللقاء الأول على أرض الواقع الأحد : 5/5/2013.
اللقاء الأول في العالم الافتراضي: منذ أكثر من عام ونصف حسب ما أتذكر.
تأخرت الكتابة عن حدث اللقاء قليلا، ولكن الشجن النابع من صوت وائل جسار وهو يشدو بأغنيته في كل دقيقة شخصية، وقهوة المساء وقطعة الشكولاتة المخملية، لعبت على أوتار النفس .. الآن فقط تحركت يداي بالكتابة. حتى وإن كانت الأماكن غير مرحبة على الرغم من وجود أحبتنا بيها، أو لعدم ترحيب من تطوق النفس للقياهم. وبرغم كل هذا دايما ما يوجد استثناء للقاعدة. أم هو طوق نجاة يرسله الله لنا كي نثبت على الطريق. وبما إني أفتقدت نفسي ومن تعلقت الروح بهم وأشتاقت للرؤياهم. وقد كنت فاقدة القدرة على التواصل ولم أستوعب لحظات الغضب أو الاختلاف التي كانت تعتريني ونسيت أنها تقربنا وتبعدنا وترسم ملامح وحدود معالمنا وتكشف عن مكنونات النفوس وهي كما تقول منال (دائما لازم اختلاف عشان العراك والخلافات مفيدة للعلاقات الإنسانية) وزي ما شيماء بتقول دايما (مدام نوينن يقطعونا بيعرفونا ليه) وزينب تؤكد على كلامهم ( إن حبيبك يبلعلك الزلط ) فخلينا نشوف حيعملوا فينا ايه؟ وأما منيرة تلاقيني محتاسة وبشد في شعري من اللي بيحصل تقولي ( أيه يا أمي جاي عليكي ده كله بأيه ) عشان كل ده وعشان كرم ربنا عليّ ورزقه الواسع لم حد يقطعني هنا تلاقي الوصل من هناك بكتب وربما أكتب خوفا من الفراق، أو خوفا من شخصيتي التي لا تجيد التعبير عن مشاعرها، أو خوفا من أن لا يكتب لنا لقاء آخر فلا نستطيع أن نعطي الجميع حقهم ونوفيهم قدرهم في نفوسنا، وقد أهدونا بهدوئهم وحسن معشرهم طيبا للعيش إفتقدناه وكنا بحاجتهم من أجل مواصلة الطريق.
من بين كل أصدقاء العالم الإفتراضي استطاعت هي وأنا أن تجاور. ربما عرفتها في فترة الانعزال التي أحياها منذ فترة لا بأس بها، بالتحدي في شهر يناير 2012. في فترة الرحيل الكبيرة بعد قراءة كتاب ( كيف يجعل الفيس بوك حياتنا أكثر تعاسة ) وبعد أن عجزت عن التفريق بين البشر إفتراضيا وواقعيا وشعرت بعجزي إبتعدت. إفتقدتني وكتبت عني ( سارة قويسي فرح وحزن يتنازعان) هي قارئة جيدة للنفس عرفت مكان الأوجاع والأفراح في نفسي دون أن أتكلم. في اللقاء المرتقب منذ عدة أشهر للوهلة الأولى لم تتعرفني، وكالعادة الفيس بوك بيعطي إنطباعا مختلفا عن شخصيتي وكما أقول أنا هو بيحجم قدراتي.
جمعنا إفتقاد الغائبة الحاضر، هذا الانقطاع لداليا أعطى لتعاملاتنا بعدا آخر. ذات يوم من أيام الهياج التي تعتريني رحلت عن هذه الصفحة لأخرى حاولت أن ألمم بها شتات نفسي وأحدد من يتلقون المعلومات عني حتى أتت داليا وقالت هذه فاطمة كوني معها. كنت أشعر أن رحيل داليا قريب لكني لم أعرف أنها ستترك ليّ هدية غالية مثلها. تظهر في الفترة المعتمة من العزلة كي تسأل عنك وبهدوء تام تفصلك عن أوجاعك بصوتها الهاديء الرتيب المبتسم.
تحدثنا لأول مرة منذ عدة شعور جائتني منها رسالة هادئة على هاتفي في استحياء جعلتني أطير من الفرحة، فرغم كل شيء مازلنا نختار ونحلم بعالم يجمعنا بالرفاق من شقائق الروح. ولكنها لم تكن شقيقة، هي بهجة، بهجة الروح.
هاتفتني بشوق ولهفة هي قادمة للإسكندرية من أجلي. الإسكندرية تصنع مني ملكة متوجة على عرش رمالها وقلوب عاشقيها. الجميع في لهفة لرؤية مدينتي وفي بعض الأحيان للتعرف إلي. أما هي فكانت في شوق إليّ وإليها.
صحبتها دافئة، تجعلك لا تستحي من الكلام معها في أي شيء، فهي مستمعة جيدة. جاء حديثي مرتبك حائر متخبط تحدثت عن كل شيء ولا شيء. في طريقنا الذي حملني لذكريات عمر مضى، هنا سرت مع أمي، هنا بكيت، هنا تشاجرت مع أعز أصدقاء الطفولة، هنا أغرقني البحر بمياه وأنا طفلة صغيرة وأبتلت كتب الدراسة جميعها وبكيت حتى أخذني أستاذي سعيد من يدي وقعد يقولي ’’ بطلي عياط يا بت يا عبيط محدش حيزعلقك ‘‘ هنا حيث عنفني ذات يوم أمام الفصل بأكمله وصرخ في قائلا ’’ أنتي غيرهم كلهم مينفعش تغلطي زيهم‘‘ وعندما كان يتوقف مخي عن العمل كان يكور يده ويقذفها في وجهي قائلا ’’ ده زي الأستك مينفعش يتقطع لازم يمط عشان يستوعب كل حاجة ويفلترها جواه .. ويخبط تاني ويشد ودني ويقولي سامعه ‘‘ هنا كاد القطار الذي طمست معالم طريقه أن يسحقني .. هنا كنت أعبر الطريق بأختي الصغرى عندما مرضت أمي ووجدتني أحمل مسئوليتها كل صباح، هنا حيث طارت أمي من الفرح لا تشعر بالمسافات ولا بالطريق الذي تعبر عندما أذهلت الجميع وحصلت على مجموع جيد في الإعدادية وبما أني كنت لا أذاكر ولا أفتح كتاب وكانت الفرحة التي شجت صمت بيتنا، فقد أصاب البيت الهم والحزن بمرض الأحبة .. هنا أقبع أنا، واعود لطفولتي، فخارج هذا الحيز قد شخت ودار عليّ الزمان وجاد بأقبح صوره.
مر علينا الوقت كأنه لحظات عابرة من خلال حديثها الهاديء تذكرنا الأصدقاء من يجتمعون حتى الآن في ظل الغائب الحاضر، حملت هاتفي وتحدثنا سريعا إلى عصفور ومن ثم حدثنا سمسم وحاولنا جاهدين الوصول لبنت الحاج فلورا لكن كعادتها هاتفها مغلق. تخلل الوقت رسائل سريعة لداليا أخبرها عن تحركاتنا كأنها معنا. مر الوقت سريعا دون أن نلحظ كنا في شوق لكسر حواجز الزمان والمكان والحكاية، تحدثت عن صديقاتي الكل يعرف الثلاثي ببعضه. العالم تحول إلى حجرة صغيرة تجمعنا، تأكدت أن العالم الافتراضي يحمل بين طياته الكثير والكثير والأهم أن الطيور على أشكالها تقع. لهذا نلتقي .. في انتظار زيارة تجمعنا في اي مكان حتى وإن حصلت الإسكندرية كعادتها على حق الفيتو والامتياز .. شكرا لك ..
عزيزتي لن أقول وداعا يا عزيزتي ولكن إلى اللقاء على الطريقة الفرنسية.. ت ت ت
المكس، حيث الهوى والهُوية.
اللقاء الأول على أرض الواقع الأحد : 5/5/2013.
اللقاء الأول في العالم الافتراضي: منذ أكثر من عام ونصف حسب ما أتذكر.
تأخرت الكتابة عن حدث اللقاء قليلا، ولكن الشجن النابع من صوت وائل جسار وهو يشدو بأغنيته في كل دقيقة شخصية، وقهوة المساء وقطعة الشكولاتة المخملية، لعبت على أوتار النفس .. الآن فقط تحركت يداي بالكتابة. حتى وإن كانت الأماكن غير مرحبة على الرغم من وجود أحبتنا بيها، أو لعدم ترحيب من تطوق النفس للقياهم. وبرغم كل هذا دايما ما يوجد استثناء للقاعدة. أم هو طوق نجاة يرسله الله لنا كي نثبت على الطريق. وبما إني أفتقدت نفسي ومن تعلقت الروح بهم وأشتاقت للرؤياهم. وقد كنت فاقدة القدرة على التواصل ولم أستوعب لحظات الغضب أو الاختلاف التي كانت تعتريني ونسيت أنها تقربنا وتبعدنا وترسم ملامح وحدود معالمنا وتكشف عن مكنونات النفوس وهي كما تقول منال (دائما لازم اختلاف عشان العراك والخلافات مفيدة للعلاقات الإنسانية) وزي ما شيماء بتقول دايما (مدام نوينن يقطعونا بيعرفونا ليه) وزينب تؤكد على كلامهم ( إن حبيبك يبلعلك الزلط ) فخلينا نشوف حيعملوا فينا ايه؟ وأما منيرة تلاقيني محتاسة وبشد في شعري من اللي بيحصل تقولي ( أيه يا أمي جاي عليكي ده كله بأيه ) عشان كل ده وعشان كرم ربنا عليّ ورزقه الواسع لم حد يقطعني هنا تلاقي الوصل من هناك بكتب وربما أكتب خوفا من الفراق، أو خوفا من شخصيتي التي لا تجيد التعبير عن مشاعرها، أو خوفا من أن لا يكتب لنا لقاء آخر فلا نستطيع أن نعطي الجميع حقهم ونوفيهم قدرهم في نفوسنا، وقد أهدونا بهدوئهم وحسن معشرهم طيبا للعيش إفتقدناه وكنا بحاجتهم من أجل مواصلة الطريق.
من بين كل أصدقاء العالم الإفتراضي استطاعت هي وأنا أن تجاور. ربما عرفتها في فترة الانعزال التي أحياها منذ فترة لا بأس بها، بالتحدي في شهر يناير 2012. في فترة الرحيل الكبيرة بعد قراءة كتاب ( كيف يجعل الفيس بوك حياتنا أكثر تعاسة ) وبعد أن عجزت عن التفريق بين البشر إفتراضيا وواقعيا وشعرت بعجزي إبتعدت. إفتقدتني وكتبت عني ( سارة قويسي فرح وحزن يتنازعان) هي قارئة جيدة للنفس عرفت مكان الأوجاع والأفراح في نفسي دون أن أتكلم. في اللقاء المرتقب منذ عدة أشهر للوهلة الأولى لم تتعرفني، وكالعادة الفيس بوك بيعطي إنطباعا مختلفا عن شخصيتي وكما أقول أنا هو بيحجم قدراتي.
جمعنا إفتقاد الغائبة الحاضر، هذا الانقطاع لداليا أعطى لتعاملاتنا بعدا آخر. ذات يوم من أيام الهياج التي تعتريني رحلت عن هذه الصفحة لأخرى حاولت أن ألمم بها شتات نفسي وأحدد من يتلقون المعلومات عني حتى أتت داليا وقالت هذه فاطمة كوني معها. كنت أشعر أن رحيل داليا قريب لكني لم أعرف أنها ستترك ليّ هدية غالية مثلها. تظهر في الفترة المعتمة من العزلة كي تسأل عنك وبهدوء تام تفصلك عن أوجاعك بصوتها الهاديء الرتيب المبتسم.
تحدثنا لأول مرة منذ عدة شعور جائتني منها رسالة هادئة على هاتفي في استحياء جعلتني أطير من الفرحة، فرغم كل شيء مازلنا نختار ونحلم بعالم يجمعنا بالرفاق من شقائق الروح. ولكنها لم تكن شقيقة، هي بهجة، بهجة الروح.
هاتفتني بشوق ولهفة هي قادمة للإسكندرية من أجلي. الإسكندرية تصنع مني ملكة متوجة على عرش رمالها وقلوب عاشقيها. الجميع في لهفة لرؤية مدينتي وفي بعض الأحيان للتعرف إلي. أما هي فكانت في شوق إليّ وإليها.
صحبتها دافئة، تجعلك لا تستحي من الكلام معها في أي شيء، فهي مستمعة جيدة. جاء حديثي مرتبك حائر متخبط تحدثت عن كل شيء ولا شيء. في طريقنا الذي حملني لذكريات عمر مضى، هنا سرت مع أمي، هنا بكيت، هنا تشاجرت مع أعز أصدقاء الطفولة، هنا أغرقني البحر بمياه وأنا طفلة صغيرة وأبتلت كتب الدراسة جميعها وبكيت حتى أخذني أستاذي سعيد من يدي وقعد يقولي ’’ بطلي عياط يا بت يا عبيط محدش حيزعلقك ‘‘ هنا حيث عنفني ذات يوم أمام الفصل بأكمله وصرخ في قائلا ’’ أنتي غيرهم كلهم مينفعش تغلطي زيهم‘‘ وعندما كان يتوقف مخي عن العمل كان يكور يده ويقذفها في وجهي قائلا ’’ ده زي الأستك مينفعش يتقطع لازم يمط عشان يستوعب كل حاجة ويفلترها جواه .. ويخبط تاني ويشد ودني ويقولي سامعه ‘‘ هنا كاد القطار الذي طمست معالم طريقه أن يسحقني .. هنا كنت أعبر الطريق بأختي الصغرى عندما مرضت أمي ووجدتني أحمل مسئوليتها كل صباح، هنا حيث طارت أمي من الفرح لا تشعر بالمسافات ولا بالطريق الذي تعبر عندما أذهلت الجميع وحصلت على مجموع جيد في الإعدادية وبما أني كنت لا أذاكر ولا أفتح كتاب وكانت الفرحة التي شجت صمت بيتنا، فقد أصاب البيت الهم والحزن بمرض الأحبة .. هنا أقبع أنا، واعود لطفولتي، فخارج هذا الحيز قد شخت ودار عليّ الزمان وجاد بأقبح صوره.
مر علينا الوقت كأنه لحظات عابرة من خلال حديثها الهاديء تذكرنا الأصدقاء من يجتمعون حتى الآن في ظل الغائب الحاضر، حملت هاتفي وتحدثنا سريعا إلى عصفور ومن ثم حدثنا سمسم وحاولنا جاهدين الوصول لبنت الحاج فلورا لكن كعادتها هاتفها مغلق. تخلل الوقت رسائل سريعة لداليا أخبرها عن تحركاتنا كأنها معنا. مر الوقت سريعا دون أن نلحظ كنا في شوق لكسر حواجز الزمان والمكان والحكاية، تحدثت عن صديقاتي الكل يعرف الثلاثي ببعضه. العالم تحول إلى حجرة صغيرة تجمعنا، تأكدت أن العالم الافتراضي يحمل بين طياته الكثير والكثير والأهم أن الطيور على أشكالها تقع. لهذا نلتقي .. في انتظار زيارة تجمعنا في اي مكان حتى وإن حصلت الإسكندرية كعادتها على حق الفيتو والامتياز .. شكرا لك ..
عزيزتي لن أقول وداعا يا عزيزتي ولكن إلى اللقاء على الطريقة الفرنسية.. ت ت ت
المكس، حيث الهوى والهُوية.
.jpg)


