الاثنين، 6 مايو 2013

فاطِمة

اليوم الثلاثاء: 7/5/2013.
اللقاء الأول على أرض الواقع الأحد : 5/5/2013.
اللقاء الأول في العالم الافتراضي: منذ أكثر من عام ونصف حسب ما أتذكر.
تأخرت الكتابة عن حدث اللقاء قليلا، ولكن الشجن النابع من صوت وائل جسار وهو يشدو بأغنيته في كل دقيقة شخصية، وقهوة المساء وقطعة الشكولاتة المخملية، لعبت على أوتار النفس .. الآن فقط تحركت يداي بالكتابة. حتى وإن كانت الأماكن غير مرحبة على الرغم من وجود أحبتنا بيها، أو لعدم ترحيب من تطوق النفس للقياهم. وبرغم كل هذا دايما ما يوجد استثناء للقاعدة. أم هو طوق نجاة يرسله الله لنا كي نثبت على الطريق. وبما إني أفتقدت نفسي ومن تعلقت الروح بهم وأشتاقت للرؤياهم. وقد كنت فاقدة القدرة على التواصل ولم أستوعب لحظات الغضب أو الاختلاف التي كانت تعتريني ونسيت أنها تقربنا وتبعدنا وترسم ملامح وحدود معالمنا وتكشف عن مكنونات النفوس وهي كما تقول منال (دائما لازم اختلاف عشان العراك والخلافات مفيدة للعلاقات الإنسانية) وزي ما شيماء بتقول دايما (مدام نوينن يقطعونا بيعرفونا ليه) وزينب تؤكد على كلامهم ( إن حبيبك يبلعلك الزلط ) فخلينا نشوف حيعملوا فينا ايه؟ وأما منيرة تلاقيني محتاسة وبشد في شعري من اللي بيحصل تقولي ( أيه يا أمي جاي عليكي ده كله بأيه )  عشان كل ده وعشان كرم ربنا عليّ ورزقه الواسع لم حد يقطعني هنا تلاقي الوصل من هناك بكتب وربما أكتب خوفا من الفراق، أو خوفا من شخصيتي التي لا تجيد التعبير عن مشاعرها، أو خوفا من أن لا يكتب لنا لقاء آخر فلا نستطيع أن نعطي الجميع حقهم ونوفيهم قدرهم في نفوسنا، وقد أهدونا بهدوئهم وحسن معشرهم طيبا للعيش إفتقدناه وكنا بحاجتهم من أجل مواصلة الطريق.

من بين كل أصدقاء العالم الإفتراضي استطاعت هي وأنا أن تجاور. ربما عرفتها في فترة الانعزال التي أحياها منذ فترة لا بأس بها، بالتحدي في شهر يناير 2012.  في فترة الرحيل الكبيرة بعد قراءة كتاب ( كيف يجعل الفيس بوك حياتنا أكثر تعاسة ) وبعد أن عجزت عن التفريق بين البشر إفتراضيا وواقعيا وشعرت بعجزي إبتعدت. إفتقدتني وكتبت عني ( سارة قويسي فرح وحزن يتنازعان) هي قارئة جيدة للنفس عرفت مكان الأوجاع والأفراح في نفسي دون أن أتكلم. في اللقاء المرتقب منذ عدة أشهر للوهلة الأولى لم تتعرفني، وكالعادة الفيس بوك بيعطي إنطباعا مختلفا عن شخصيتي وكما أقول أنا هو بيحجم قدراتي.

جمعنا إفتقاد الغائبة الحاضر، هذا الانقطاع لداليا أعطى لتعاملاتنا بعدا آخر. ذات يوم من أيام الهياج التي تعتريني رحلت عن هذه الصفحة لأخرى حاولت أن ألمم بها شتات نفسي وأحدد من يتلقون المعلومات عني حتى أتت داليا وقالت هذه فاطمة كوني معها. كنت أشعر أن رحيل داليا قريب لكني لم أعرف أنها ستترك ليّ هدية غالية مثلها. تظهر في الفترة المعتمة من العزلة كي تسأل عنك وبهدوء تام تفصلك عن أوجاعك بصوتها الهاديء الرتيب المبتسم.

تحدثنا لأول مرة منذ عدة شعور جائتني منها رسالة هادئة على هاتفي في استحياء جعلتني أطير من الفرحة، فرغم كل شيء مازلنا نختار ونحلم بعالم يجمعنا بالرفاق من شقائق الروح. ولكنها لم تكن شقيقة، هي بهجة، بهجة الروح.

هاتفتني بشوق ولهفة هي قادمة للإسكندرية من أجلي. الإسكندرية تصنع مني ملكة متوجة على عرش رمالها وقلوب عاشقيها. الجميع في لهفة لرؤية مدينتي وفي بعض الأحيان للتعرف إلي. أما هي فكانت في شوق إليّ وإليها.

صحبتها دافئة، تجعلك لا تستحي من الكلام معها في أي شيء، فهي مستمعة جيدة. جاء حديثي مرتبك حائر متخبط تحدثت عن كل شيء ولا شيء. في طريقنا الذي حملني لذكريات عمر مضى، هنا سرت مع أمي، هنا بكيت، هنا تشاجرت مع أعز أصدقاء الطفولة، هنا أغرقني البحر بمياه وأنا طفلة صغيرة وأبتلت كتب الدراسة جميعها وبكيت حتى أخذني أستاذي سعيد  من يدي وقعد يقولي ’’ بطلي عياط يا بت يا عبيط محدش حيزعلقك ‘‘ هنا حيث عنفني ذات يوم أمام الفصل بأكمله وصرخ في قائلا ’’ أنتي غيرهم كلهم مينفعش تغلطي زيهم‘‘  وعندما كان يتوقف مخي عن العمل كان يكور يده ويقذفها في وجهي قائلا ’’ ده زي الأستك مينفعش يتقطع لازم يمط عشان يستوعب كل حاجة ويفلترها جواه .. ويخبط تاني ويشد ودني ويقولي سامعه ‘‘  هنا كاد القطار الذي طمست معالم طريقه أن يسحقني .. هنا كنت أعبر الطريق بأختي الصغرى عندما مرضت أمي ووجدتني أحمل مسئوليتها كل صباح، هنا حيث طارت أمي من الفرح لا تشعر بالمسافات ولا بالطريق الذي تعبر عندما أذهلت الجميع وحصلت على مجموع جيد في الإعدادية وبما أني كنت لا أذاكر ولا أفتح كتاب وكانت الفرحة التي شجت صمت بيتنا، فقد أصاب البيت الهم والحزن بمرض الأحبة .. هنا أقبع أنا، واعود لطفولتي، فخارج هذا الحيز قد شخت ودار عليّ الزمان وجاد بأقبح صوره.

مر علينا الوقت كأنه لحظات عابرة من خلال حديثها الهاديء تذكرنا الأصدقاء من يجتمعون حتى الآن في ظل الغائب الحاضر، حملت هاتفي وتحدثنا سريعا إلى عصفور ومن ثم حدثنا سمسم وحاولنا جاهدين الوصول لبنت الحاج فلورا لكن كعادتها هاتفها مغلق. تخلل الوقت رسائل سريعة لداليا أخبرها عن تحركاتنا كأنها معنا. مر الوقت سريعا دون أن نلحظ كنا في شوق لكسر حواجز الزمان والمكان والحكاية، تحدثت عن صديقاتي الكل يعرف الثلاثي ببعضه. العالم تحول إلى حجرة صغيرة تجمعنا، تأكدت أن العالم الافتراضي يحمل بين طياته الكثير والكثير والأهم أن الطيور على أشكالها تقع. لهذا نلتقي .. في انتظار زيارة تجمعنا في اي مكان حتى وإن حصلت الإسكندرية كعادتها على حق الفيتو والامتياز .. شكرا لك ..
عزيزتي لن أقول وداعا يا عزيزتي ولكن إلى اللقاء على الطريقة الفرنسية.. ت ت ت
المكس، حيث الهوى والهُوية.

الأحد، 21 أبريل 2013

عقدة فرويد

- هل لك هوايات؟
- أحب الرسم .. هل هذا مشكلة أيضا؟
- هذا ميكانزم دفاع آخر هو ( التسامي أو الإعلاء sublimation ) .. حيث تحولين عواطفك الضارة إلى شيء راق وسام .. أعتقد أن كل فنان يفعل الشيء ذاته .. البعدواني يصير مصارعا أو محاربا شجاعا .. هاوي لاستعراض المرض exhibitionist يصر بطل مكال أجسام والفتاة تصير ( باليرينا ) هل تحبين قراءة الروايات؟

   قالت في براءة:
- نعم .. لكن الأدباء لا يلتزمون التهذيب اللازم. يحشرون الكثير من المشاهد المشينة التي تخجلني وتحذفني .. لا أعرف لماذا يفعلون هذا؟
 قال فرويد وهو ينفض غليونه:
- هذا ميكانزم دفاع تتعبه الفتيات كثيرا اسمه التعويض compensation .. إن هذا الاشمئزاز ناجم عن أنك تهتمين فعلا بهذه الأمور بشدة .. وبما أنك عاجزة عن قبول هذا من نفسك فإنك تتخذين موقفا مضادا .. الفتيات الحساسات اللاتي يلاحظن هذه الأشياء أكثر من سواهن، هن في الحقيقة مهتمات بها جدا .. عندكم في العربية يقولون: ( يتمنعن وهن الراغبات ) ..  بينما في الأدب العالمي ينتشر نمط المرأة المحافظة العصابية التي تخفي براكين تحب تجلدها .. هناك عالم فرنسي ألف كتابا فجاءته امرأة محافظة في حفل، ولا مته ذكر كلمة كذا وكذا عشرين مرة وكلمة كذا عشر مرات .. قال لها: إذن أول شيء فعلته يا سيدتي عندما وجدت الكتاب أن بحثت عن هذه الكلمات؟!!!
   نهضت عبير من رقدتها لتجلس، وصاحت في غيظ:
- لماذا لا تقبل أن يوجد شيء واحد بريء في العالم؟!
- لأنه لا يوجد شيء واحد بريء في العالم.
- لماذا نفترض أن الفتاة التي تكره قراءة الأدب المكشوف تقول لك فعلا لأنها تكره أن تقرأ الأدب المكشوف؟  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. أحمد خالد توفيق، هي الأنا، سلسلة فانتازيا.

هي والأنا


- هذا متوقع.
- ما هو المتوقع؟
- إن هذا يثبت رأيي حول إرادة الموت ( التاناتوس ) Thanayos. كل كائن حيّ يحمل ميلا غريزيا فطريا للموت والعودة إلى الحالة العضوية الأولية .. هناك رغبة الحياة ( الإيروس  Eros ) ورغبة الموت ..هذا هو الاكتشاف الثوري الذي توصلت له مؤخرا، وجلعني أغير رأيي بصدد طاقة الليبيدو .. الرغبة في الجنس جزء من طاقة الحياة، لكنها ليست كل شيء.
- وما دخل هذا بمحاولة البنت أن تثب من الشرفة؟!!
- لا شيء .. ما فعلته طبيعي جدا وجزء من تكوين الكائن البشري.
- هل يجب أن يثب الكائن البشري الطبيعي من الشرفة؟
- فقط عندما يكون طبيعيا أكثر من اللازم .. وهذا يعني أننا غير طبعيين إلى هذا الحد ..
- تعني أننا مجانين لأننا لا نملك درجة كافية من الجنون؟
- هذا صحيح.
______________________
د. أحمد خالد توفيق، هي والأنا، سلسلة فانتازيا.  

مرات الأب

صدق اللي قال مرات الأب خدها يارب

الأحد، 14 أبريل 2013

اقتليني من فضلك

’’ لكن الأفكار التي خانها أصحابها تنتقم ،،*
   أستوقفتني تلك الكلمات في تجوالي اليومي على الشبكة العنكبوتية. هل تقتلني أفكاري، هل أموت كل يوم من أجل حفنة من الأفكار التي تعبث بتلافيف مخي. هل أنا حقا أستحق تلك الحياة، هل أستحق ذلك االعالم وتلكم التعاملات الإنسانية اليومية. هل يبدو عليّ ما يدور بعقلي، هل تقتلني كل يوم فكرة ما قررت أن أكونها، وأنا الآن تميتني بشكل بطيء. 
   لا أعرف كيف أعود لتلك القديمة ولا أعرف كيف أنتهج نهجا جديدا وأبحث عن أفكار بديلة تعبر عنيّ في تلك الحياة الفانية. الفكرة تعبث برأسي وتطرحت الكثير من العبث الداخلي. كيف لأفكاري أن تقتلني. هل أتخلى عنها، هل أستمر، هل أحاول التملص منها وتنفيذ غيرها .. ربما أفلح. هل هنت عليها وأهنتها حتى تفعل في ذلك.
في السابق كانت الحياة تستوقفني بكل تفاصيلها، حتى أصاب الروح غلالة من كآبة أدت إلى حالة اللا مبالاة والعتمة. حالة تشوهه جعلت لكل شيء طعم المرارة حتى الفرح الذي أنتظر، أنتظره وفي حلقي غصة ومرارة قاتلة. وكأن الحزن أصبح أمرا واقعيا لا خلاص منه، هل يمكن أن نفعل في أنفسنا هذا. هل يمكن لأفكارنا أن تفعل بنا هذا. البحث عن القدر والحياة من خلال الأفكار أصبح فكرة قاتلة، الويل لنا جميعا من أفكارنا المهملة.
   ذات يوم قال أحدهم أن الأفكار لا تموت، ولكنه نسيّ أن يخبرنا بأنها تقتل أصحابها
   اللعنة على أفكاري جميعها.. هيا أقتليني وأستريحي .. ربما أجد في مقتلي بعض الراحة. هيا انتقلي لغيري، وأعبثي داخل رأسه لا تتوقفي عندي هيا أقومي بمهمتك، استنفزي طاقة الجميع حتى يطلبوا منك العفو والرحمة هيا أفعلي ما يحلو لكي فربما تجدي واحدا منا يطلب منك ذات يوم أن تقتليه.. اقتليني من فضلك
ـــــــــــــــــــــــــــ
* مالك بن بني. 

الجمعة، 12 أبريل 2013

كويسة يعني وسعيدة

تقول لي صديقتي: عاملة أيه؟!
-أنا:  الحمد لله.
صمت لوقت لا بأس به من الزمن.
-صديقتي: كويسة يعني وسعيدة؟!
- أنا: نعم أيه.. كويسة وسعيدة إزاي جنب الحمد لله الحمد لله معاناها إني عايشه بس أكيد مش معناها إني كويسة وسعيدة خالص ابسلوتلي.. كويسة وسعيدة ديه لمرهفي الحس والمشاعر مش لينا .
- صديقتي: طيب ليه مش سعيدة .. الإنسان بطبعه لازم يكون سعيد، مرتاح يعني.
- أنا: أمممم .. مفيش حاجة تفرح حتى الشكولاتة قربت تخلص.

واضح إني سديت نفسها فقلبت الكلام على موضوع تاني خالص :D

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

اعتراف


حسناً .. فلنواجه الأمرأذن: لدي شعور ما يجب أن أعترف به، أنا أصبحت متبلدة المشاعر ومملة، لم أعد أشعر بشيء منذ أن غادرتني. لم يعد لدي خطط، لم يعد هناك صوت داخلي يقودني إلى ما أرغب بفعله حقا. لم يعد لدي ما أود أن أقوله لأحد، بعدك لم يعد لدي أسرار تذكر. أنا هنا لماذا؟!! لست أدري فربما أنا هنا بلا سبب.

سقط القناع



سقط القناع

سقط القناع.. عن القناع
عن القناع.. سقط القناع
قد أخسر الدنيا ... نعم
لكني أقول الآن.. لا
يا آخر الطلقات.. لا
يا ما تبقى من هواء الأرض.. لا
يا ما تبقى من حطام الروح.. لا
بيروت.. لا

حاصر حصارك لا مفرٌ.. اضرب عدوك لا مفرٌ
سقطت ذراعك فالتقطها
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن.. حرُ وحرٌ وحرُ
قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرةٌ
فاضرب بها عدوك
فأنت الآن، حرُ وحرٌ وحرُ
حاصر حصارك بالجنون.. وبالجنون
ذهب الذين تحبهم.. آه ذهبوا
فإما أن تكون أو لا تكون
فأنت الآن.. حرُ وحرٌ وحرُ




كلمات: محمود درويش 

أرشيف المدونة الإلكترونية